موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

أحمد الخليلي خارجي قعدي إخواني فاحذروه ‼️

23 ذو القعدة 1443 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فلقد سبق أن بينت أن الشيخ أحمد خليلي مفتي عمان على عقيدة الجهمية والمعتزلة والملاحدة، وبينت أن إلحاد الخليلي ليس في كونه ينفي وجود الله تعالى، فنفي وجود الله تعالى لا يقوله إلا مكابر، حتى المشركون الوثنيون واليهود والنصارى والمجوس وغيرهم كلهم يقرون بوجود الله تعالى، وإنما إلحاد الخليلي في نفيه لعلو الله تعالى على خلقه بذاته، وبقوله القرآن مخلوق، وقوله إن الله تعالى لم يكلم موسى تكليماً، ونفيه لرؤية المؤمنين لربهم، ولقد قلت هذا مراراً وتكراراً ليتمّ التحذير منه.

واستنكر كثير من الناس وصفي للخليلي بالإلحاد، جهلاً منهم بمعنى الإلحاد وظنوا أن للإحاد معنى واحداً وهو إنكار وجود الله تعالى. والإلحاد بهذا المعنى لم يرد في كتاب الله تعالى قط، ولم يذكر ولا في آية واحدة من آياته البالغة (6236) آية. والصواب أن الله تعالى قال: (إِنَّ الَّذينَ يُلحِدونَ في آياتِنا لا يَخفَونَ عَلَينا)(40) (سورة فصلت) والإلحاد بالآيات: الميل بها عن الصواب بأي وجه كان، إما بإنكارها أو جحودها وتكذيب ما جاء بها، وإما بتحريفها وتصريفها عن معناها الحقيقي وإثبات معان لها ما أرادها الله منها، والإلحاد يكون في أسماء الله تعالى وصفاته كما قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (180) (سورة الاعراف) والإلحاد بهذين المعنيين كثير جداً في عقيدة الخليلي الإباضية فهو ملحد ولا شك، وسوء فهم أتباع الخليلي "للإلحاد" جعلهم يدافعون عنه بالباطل وأكثر كلامهم سب وشتم وتحقير وتهديد ولم يستطع واحد منهم نفي ما نسبته للخليلي من كونه ينفي علو الله تعالى "بذاته" على خلقه ومن قوله القرآن مخلوق وأنه ينفي رؤية المؤمنين لربهم وغير ذلك من الإلحاد. ومن فاته شيء من مقالاتي السابقة فليراجعها لعل الله تعالى أن ينفعه بها، وبإذن الله تعالى لن يجد في مقالاتي سباً ولا شتماً ولا لعناً وإنما يجد بالأدلة والبراهين على أن كل ما نسبته للخليلي حق والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

ومن راجع كتاب الله تعالى سيجد مادة (ل ح د) في الآيتين السابقتين وفي قوله تعالى (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ(103)) (النحل) وقوله تعالى (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)) (الكهف) وفي قوله تعالى (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)) (الحج)وقوله تعالى (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)) (الجن) وكل هذه الآيات ليس فيها ذكر إنكار وجود الله تعالى وتسميته إلحاداً.

وفي هذا المقال سأبين جانباً آخر مما عليه الخليلي لعل الله تعالى أن ينفع بكلامي من شاء من عباده. فأقول وبالله أستعين:

أولاً: من هم الخوارج ؟ الجواب: هم الذين حكموا على المسلم بالخروج من الإسلام بسبب المعصية، وإن لم يخرجوا على الحاكم. وسموا خوارج لأنهم يخرجون على ولاة الأمر بسبب المعاصي، إذن هم خوارج لهذين السببين معاً، وقد يقع قتال بين المسلمين لأسباب سياسية أو أطماع أو اجتهادات ولكن ليسوا خوارج لعدم اعتقادهم بأن صاحب المعصية خارج عن الإسلام. والخوارج من أقدم الفرق، وكل مَن صنف في الفرق وتاريخها قال بأن الإباضية من الخوارج، والخوارج طوائف نابتتهم الأولى كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم قويت فتنتهم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وقتلوه، وقاتلهم الخليفة الراشد علي بن طالب رضي الله عنه في النهروان وهزمهم ثم فر من فر ، ثم بعد ذلك قتله أحدهم وهو عبدالرحمن بن ملجم الخارجي. والخوارج ثلاثة أصناف: الأولى: المحاربة: سميت بذلك لمباشرتها القتال، ومنهم قديماً الأزارقة وحديثاً الدواعش. الثانية: المؤازرة: سميت بذلك لمؤازرتها ودعمها للمحاربة، ومنهم قديماً الصفرية وحديثاً الإخوان المسلمون. الثالثة: القعدية: سميت بذلك لقعودهم عن القتال مع تحريض غيرهم، ومنهم قديماً الإباضية وحديثاً. والشيخ أحمد الخليلي إباضي خارجي من طائفة القعدية.

يقول أحمد الخليلي في شرحه على نظم غاية المراد وهو نظم لإمام الإباضية السالمي، في باب الإمامة ومسألة الإمام الذي واقع كبيرة: (وبما أن من لم يرق إلى مرتبة المصطفين الأخيار عرضة للخطأ والزلل كان الحكمُ فيه إن واقع معصية - ولو صغيرة - أن يُستتاب فإن تاب أُقر، وإن أصر وجب على أهل الحل والعقد عزله وتقديم غيره ممن يرون فيه الرشد والصلاح. أما إن كانت معصيته توجب حداً شرعياً - كالزنا والسرقة وقذف المحصنات وشرب الخمر - فإن إمامته تزول بذلك ويجب على جماعة المسلمين في هذه الحالة أن يختاروا لأمرهم من تتوفر فيه شروط الإمامة من أهل الصلاح والفضل، ويقوم عندئذ بإنفاذ الحكم الشرعي في الإمام الأول) انتهى كلامه، وانظر فضلاً لا أمراً لتتبين بنفسك كتابه (شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد) صفحة (303)

وهذا الكلام خطير للغاية، فقد قرر تقريراً واضحاً صريحاً وحكم بحكم لا يسلم منه حاكم من الحكام، فقال (إن كان عند الحاكم صغيرة وأصر عليها يُستتاب فإن تاب أُقر، وإن أصر وجب على أهل الحل والعقد عزله. أما إن كانت معصيته توجب حداً شرعياً - كالزنا والسرقة وقذف المحصنات وشرب الخمر - فإن إمامته تزول بذلك. ويجب على جماعة المسلمين في هذه الحالة أن يختاروا لأمرهم من تتوفر فيه شروط الإمامة من أهل الصلاح والفضل، ويقوم عندئذ بإنفاذ الحكم الشرعي في الإمام الأول) أقول: هذه عقيدة الخوارج بعينها وهو يقرر ويحرض ويؤيد عزل وقتال الحكام. ولما كان أحمد الخليلي في ندوة بعنوان الأمة الإسلامية في ظل التطورات الراهنة وكانت الندوة في أيام ما يسمى زوراً بالربيع العربي وكان جالساً بجانب رئيسه يوسف القرضاوي وكان يقول: (ووقع ما وقع مما أدى بالأمة أن تنتفض من جديد لتبحث عن الحرية والآن وقد تحقق ما تصبو إليه الأمة في كثير من البلاد ونرجو أن يتحقق ذلك في سائر البلاد فإن على هذه الأمة أن لا تفوت الفرصة اليوم كما فوتتها بالأمس) انتهى كلامه

أقول: فأي حرية تحققت في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا ؟ وماذا يقصد بسائر البلاد التي يرجو الخليلي أن تتحقق فيها الحرية ؟ ألم أقل لكم أن الخليلي خارجي قعدي إخواني؟ والإباضية إن لم يكونوا خوارج محاربة ولا مؤازرة لكنهم خوارج قعدية ولا يستطيعون نفي خارجيتهم القعدية.

الخليلي اليوم يمارس عقيدته الخارجية القعدية على أعلى مستوى وبكل وضوح وصراحة فهو يحرض على الحكومات ويؤيد الثورات ويبارك لأصحابها ويرجو المزيد منها، يقول الخليلي: (ولا أخفيكم بأني كنت في إيران في طهران عندما بدأت الحركة في ليبيا وكنت أتابع من خلال الشاشة ورأيت في الجزيرة جبل نفوسة يتحرر من سلطة الحكومة ويقع في أيدي الثوار فحمدت الله سبحانه وتعالى على ذلك وهذا مما اعتززت به بأنكم بادرتم إلى الجهاد وبادرتم إلى القيام على الباطل والقيام على البغي والقيام على الظلم وهذه هي مبادئ أسلافنا وهذه هي الطريقة التي صاروا عليها والحمد لله تعالى وتلك الزيارة على ما فيها وما اكتنفي فيها من مراقبة ومن متابعة لكن مهما كانت، كانت بادرة خير ما كنت أحلم بها من قبل في عهد الطغيان والحمد لله كانت فاتحة خير وستليها إن شاء الله زيارات قادمة والله تعالى ولي التوفيق)

وأقول: أيها المسلمون انتبهوا لقول الخليلي (وهذه هي مبادئ أسلافنا وهذه هي الطريقة التي صاروا عليها) واعلموا أن أحمد الخليلي أحد نواب كبيرهم يوسف القرضاوي فيما يسمى رابطة علماء المسلمين، والقرضاوي تقدم به السن وحالته الصحية غير مستقرة واحتمال كبير جداً سيخلفه الخليلي لذا يتم تلميعه من قبل بعض القنوات الإخوانية وغيرها. ولما كان منهج الإخوان فضفاضاً واسعاً ويمكن عن طريقه جمع أكبر قدر من الناس على مختلف مذاهبهم وعقائدهم بل ومللهم ونحلهم اختار القرضاوي لنفسه ثلاثة نواب رافضي وصوفي وإباضي! وهؤلاء وإن اختلفوا في العقيدة فتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى لكن يجتمعون سياسياً فيلمع بعضهم بعضاً ويتعاونون على الإثم والعدوان ويعملون بالقاعدة اليهودية: نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، أسأل الله تعالى أن يكفي المسلمين شرهم وشر كل ذي شر.

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المقالات