موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

محمد حسن ولد الددو وتدويل الحج ‼️

9 ذو القعدة 1443 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. أما بعد:

فتدويل الحج معناه المطالبة بتداول إدارة الحج بين الدول وأن لا يقتصر الحج على إدارة حكومة خادم الحرمين المملكة العربية السعودية، وفي مداخلة في برامج مِنْ قناة الجزيرة جرت مع أحد دعاة الربيع العربي الدكتور محمد حسن ولد الددو سأله المذيع السؤال التالي: فضيلة الشيخ محمد: يعني هيئة كبار العلماء في السعودية أيدت قرار السلطات وقالت أن حفظ النفس مقدم وأن هذه الإجراءات تتعلق بانتشار المرض وأيضاً منظمة الصحة العالمية أيدت هذا القرار ورأت أنه قرار صائب من جهة أن الشعيرة ستقام في عدد محدود ومن جهة أخرى أن العدد القليل يمكن التحكم فيه حتى لا ينتشر المرض.

فقال ولد الددو: ( أنا لا أنكر الإجراءات التي قيم بها ولكن طريقة اتخاذ القرار هي التي ينبغي أن تكون جماعية بأن تكون قراراً من المسلمين مثلاً من المنظمات الإسلامية الشاملة ومن رؤساء المسلمين جميعاً يشاركون فيه وكذلك علماء المسلمين جميعاً وأن لا يختص بدولة واحدة فالحج للمسلمين جميعاً وليس لدولة واحدة) انتهى كلامه.

فأقول: أولاً: الحمد لله رب العالمين الذي جعل مكة والمدينة والحج والعمرة بأيدٍ أمينة عند ولاة أهل التوحيد والسنة.

ثانياً: لو كان الحَرمان يديرهما الصوفية أو الرافضة أو الإباضية أو الخوارج لرأى المسلمون العجب العجاب من الشركيات والبدع والأوساخ والقاذورات والتخلف مما لا يحصيه ولا يحيط به علماً إلا الله تعالى وحده.

ثالثاً: لا ينكر الجهد العظيم الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين في المملكة العربية السعودية إلا جاحد حاقد.

رابعاً: المملكة العربية السعودية فيها حكام وعلماء ومستشارون فلا تحتاج في اتخاذ قراراتها لأحد.

خامساً: من كان عنده نصيحة أو ملاحظة أو اقتراح فليرسله إلى حكومة خادم الحرمين بالطرق الرسمية المتاحة والمتبعة والمسؤولون ينظرون ما يناسبهم.

سادساً: فكرة تداول شؤون الحج والعمرة ليست جديدة ولا حديثة، فمنذ عشرات السنين يطالب بذلك الصوفية والرافضة والإخوان المسلمون.

سابعاً: من يقصد الدكتور محمد ولد الددو بالمنظمات الإسلامية التي يطالب بإستشارتهم ؟ هل يقصد رابطة علماء المسلمين الإخوانية التي يرأسها داعية الثورات يوسف القرضاوي؟ أو يقصد نائبه السابق ابن بيَّه الصوفي أو أحمد الخليلي الإباضي؟ أو يقصد ولد الددو نفسه الذي هو عضو في الرابطة نفسها؟

ثامناً: ومن يقصد (برؤساء المسلمين جميعاً) هل يقصد الرئيس الإيراني والتركي والسوري والعراقي والباكستاني وغيرهم؟

تاسعاً : مِن هؤلاء الرؤساء مَن دعا ولد الددو وغيره إلى الخروج عليهم فكيف يطلب مشاورته في شؤون الحج؟

عاشراً: ولد الددو أصلاً لا يرى أن رؤساء المسلمين جميعاً شرعيون وتجب لهم السمع والطاعة. فكيف يطالب بإستشارتهم في شؤون الحج؟

الحادي عشر: رؤساء الدول الإسلامية ليس لهم الحق في التدخل في شأن داخلي لدول أخرى.

الثاني عشر: مكة والمدينة تحت دولة مستقلة ذات سيادة تامة على أراضيها. فلا يحق لأحد التدخل في قراراتها.

الثالث عشر: ما الفائدة التي يريد أن يصل إليها الدكتور ولد الددو بقوله (وأن لا يختص - أي الحج - بدولة واحدة فالحج للمسلمين جميعاً وليس لدولة واحدة) ؟ فهل في قوله إثارة للفتنة أو قصده في ذلك حسن؟

والخلاصة : لا يحب المملكة العربية السعودية - لغير مصلحة - إلا أهل التوحيد والسنة. وأُشهد الله تعالى أني أحب المملكة العربية السعودية لأنها دولة توحيد وسنة. وأسأل الله تعالى لها مزيداً من التوفيق والسداد والأمن والأمان وأن يصد ويخذل عدوها وعدو المسلمين.

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات