موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

ناصر شمس الدين بين الخميني وصدام وأوردغان وطالبان

10 محرم 1443 |

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فكالعادة الأخ ناصر شمس الدين تلميذ الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق - غفر الله له - ، يكتب ويتهجم ويتهكم بالسلفيين، وهذا ليس غريباً عليه فهو من جماعة (أنا مو من الإخوان المسلمين) . والغريب عدم استفادتهم من الدروس والمواقف السابقة على الرغم أن النبي صلى الله عليهوسلم قال ؛(لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْن ) رواه البخاري، إلا أن الإخوان المسلمين والذين (مو من الإخوان المسلمين) يكررون الأخطاء نفسها فتراهم كلما ظهر لهم من يدعي أنه سينصر الإسلام والمسلمين وسيحرر القدس وسيعيد الخلافة ويرجع العزة والكرامة ووو الخ تراهم سارعوا إليه ووقفوا معه وأيدوه ونصروه وهاجموا كل من لم يؤيده، بل وتراهم يهاجمون من يتريث وينتظر ظهور الحقائق والنتائج . فهجوم ناصر شمس الدين على أهل السنة (السلفيين) واندفاعه في دفاعه عن طالبان وفرحه بهم ذكرني بحال الإخوان المسلمين في آخر السبعينات لما فرحوا بالخميني وأيدوه وعادوا من حذر منه أو انتقده أو حتى تريث ولم يستعجل في تأييده . وبعد سنوات لما ظهرت نوايا الخميني وتغلغله في الدول الخليجية والعربية وإصراره إلى تصدير الثورة ، انقلبوا من تأييدهم للخميني إلى تأييدهم لصدام حسين حتى أن الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق أصدر بياناً ورّط فيه جمعيته وجماعته ووصف فيه صدام حسين بأوصاف لا تصدق إلا على المتقين ‼️ وبعد ما اعتدى صدام على الكويت واحتلها وباءوا بالخيبة والخسران، عاشوا لحظة ترقب وإنتظار لقائد يعيد الخلافة والكرامة كما زعموا ، فظفروا بالرئيس التركي أوردغان فتعلقوا به وعادوا ووالوا فيه فهو الخليفة المرتقب والقائد الفذ والمخلص المنتظر ، فلما رأوا تخبيطاته ودخوله لسوريا والعراق وليبيا وتآمره مع روسيا وإيران وأخيراً طرده للإخوان، سكتوا بل وخنسوا كأنهم لم يمدحوه بالأمس . واليوم وخلال ساعات طاروا فرحاً وطرباً بطالبان من غير تريث ولا روية ولا نظر ولا صبر ، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا وحقروا وخونوا كل من لم يؤيد طالبان كما فعل ناصر شمس الدين (اللي مو من الإخوان المسلمين)‼️ سبحان الله الصبر والتريث والتؤدة أمور محمودة ومطلوبة فهلا صبرنا سنة سنتين ثلاث سنوات لنرى ماذا ستفعل طالبان . فالأمر مازال في بدايته لا نعلم، الله وحده أعلم كيف سيديرون الدولة وما موقفهم ممن ليس على عقيدتهم ومذهبهم . وعلى ماذا اتفقوا مع أمريكا والغرب، فهم استولوا على الحكم من غير حرب، بل تم تسليمهم البلاد سلمياً وانصرف الأمريكان بلا قتال فعن أي نصرٍ القوم يتحدثون؟ ولا أدري هل نسي ناصر شمس الدين أو غفل أو جهل أن الغرب لا مانع لديهم أن تقوم دولة إسلامية رافضية أوصوفية تحارب الإسلام الصحيح وتقوم على البدع والخرافات والضلالات، كما دعمت فرنسا الخميني، ولا يخفى على أي سلفي تواطؤ الرافضة والصوفية مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، والتاريخ القديم والمعاصر يشهد بذلك، نعم قد يخفى ذلك على الإخوان المسلمين والذين (مو من الإخوان) لكن أهل التوحيد والسنة ليس لديهم أدنى شك بما يحاك لهم من قبل أعداء الإسلام من الداخل والخارج فطالبان يا ناصر شمس الدين يا (مو من الإخوان المسلمين) شأنها بالنسبة للسلفيين غامض وفي بلادهم عامة غير السلفيين متعصبون لمذاهب وعقائد مخالفة للكتاب والسنة، لذلك السلفيون لا يريدون العجلة، حتى تتضح لهم الصورة . والسلفيون أهل الحديث لا يطمعون بالمناصب والحكم كما يطمع الإخوان المسلمون وغيرهم وإنما غاية ما يطمعون به أن تسلم لهم مساجدهم ومدارسهم ولا يكرههم أحد على غير عقيدة الكتاب والسنة ومنهج السلف وأن لا يضيق عليهم كما هو الحال في كثير من البلاد الإسلام فتجد المجال الدعوي والعقدي يفسح مجاله لكل صاحب ملة ونحلة ومذهب ومشرب إلا السلفية والسلفيين . والله المستعان . وأما قولك يا ناصر شمس الدين عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فهذا أمر قد مضت عليه سنوات واستقر له الأمر حتى ولاة أمورنا اعترفوا به واستقبلوه، فما قصدك في الكلام عنه الآن ؟ وهل تريد من المصريين أن يخرجوا عليه ويعيدون تجربة الثورة وتسفك الدماء من جديد وتتعطل البلاد ويهلك العباد ؟ افق يا شمس الدين قل خيراً أو اصمت، وامسك لسانك وقلمك ودع المفردات من الكلمات السيئة القبيحة فإن الله تعالى يقول : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (18) سورة (ق) وأما قولك عن الرئيس السابق محمد مرسي - غفر الله له- بأنه (الشهيد السعيد) فما أدراك ؟ فهذا قول على الله بغير علم والله تعالى قال : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (33) سورة الاعراف، أظن والله أعلم أنك سابقاً ما كنت تجزم لأحد بأنه شهيد فلما بعدت عن المنهج السلفي وصرت من الذين يقول عن أنفسهم (مو من الإخوان المسلمين) نسيت أو غفلت فقلت عنه بلا دليل (الشهيد السعيد) . والحمد لله أصغر طالب علم سلفي لا تخفى عليه هذه المسألة فقول القائل عن فلان بعينه "شهيد" بمنزلة قوله فلان في الجنة . وأما قولك يا شمس الدين عن طالبان (واليوم في أفغانستان، بعد أن أظهر الله دينه، وأعلى كلمته، فنصر عبده، وأعز جنده، وأنجز وعده، وهزم الأحزاب وحده) فهذا الوصف لا ينطبق إلا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولعلها كلمات من محفوظاتك لم تعرف كيف توظفها فنزلتها على طالبان، غير أنها كلمات تُسأل عنها يوم القيامة ، فقد قلت على الله بلا علم . نسأل الله السلامة والعافية . والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المقالات