موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

نعم نحن مع ولاة أمورنا بالحياد ولسنا مع الأحزاب التي تسعى إلى توريطنا في الفتن

16 ذو القعدة 1438 |

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه اجمعين، أما بعد:

فلقد ابتلينا في بلدنا الكويت بطائفتين خطيرتين طائفة تأيد ايران وحزب الشيطان المسمى زوراً بحزب الله ، وهذه والحمد لله قد افتضح أمرها وظهرت حقيقتها لعامة أهل الكويت حكومة وشعباً والطائفة الثانية هي حزب الإخوان المسلمين وما تولد منها وما تأثر بها من الأحزاب الثورية التكفيرية القطبية.

والحمد لله رب العالمين أن سياسة ولاة أمرنا في الكويت محايدة ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهذا من توفيق الله تعالى لولاة أمورنا ثبتهم الله وزادهم من فضله توفيقاً واحساناً.

لكن البلية كل البلية من الأحزاب المقيمة في الكويت واكثر رؤوسها من الوافدين إما من إيران وإما من مصر.

ولو قارنا على مستوى الخليج العربي بين الكويت وسلطنة عمان لو جدنا بين الدولتين تطابقاً من وجه وتفارقاً من وجه آخر .

التطابق كون كلا الدولتين لا تتدخلان في شؤون الدول الأخرى ويتفارقان كون بعض الشعب الكويتي وبعض الوافدين في الكويت يتدخلون في شؤون الدول الأخرى تدخلاً سافراً ومباشراً بخلاف الشعب العُماني والوافدين إليها.

والأدلة التي تدل على ما أقول أشهر من أن تذكر لكن سأكتفي بذكر بعضها .

من الطائفة الأولى خلية العبدلي وعبدالحميد دشتي .

وفِي الحقيقة ليس من الحكمة الإطالة في ذكر حال هؤلاء فقد ظهر أمرهم وتنبه الناس لهم أما الطائفة الثانية فخطرهم لا يقل عن خطر الطائفة الأولى.

فمنهم من تدخل في شؤون مصر حتى قال أحدهم بالحرف الواحد : السيسي طاغية يجب ضرب عنقه شرعا !! .

ومنهم من دعا إلى ربيع خليجي صراحة وقال بالحرف الواحد : اقسم بالله الربيع الخليجي قادم قادم !!

ومنهم من قال بالحرف الواحد : يجب قلب نظام الحكم !!

ومنهم من دعا شباب السعودية والإمارات إلى الخروج ضد حكوماتهم !!

ومن رام الوقوف على تلك العبارات وأسماء قائليها فليرجع إلى الشبكة العنكبوتية وليكتب عباراتهم وسيجد نص كلامهم .

والخلاصة: أن هذا الطرح وهذا المنهج مخالف مخالفة صريحة أولاً للكتاب والسنة وثانياً لسياسة ولاة أمورنا في الكويت وفِي هذا معصية لهم رابعاً: أن هذا الطرح قد يورط بلدنا ويعرضها للمقاطعة .

فإن قال قائل فما المخرج من ذلك ؟

فأقول:

أولاً: التوبة النصوح من هذه المناهج والعقائد الباطلة المثيرة للفتنة.

ثانياً: الحذر من كل من اصر على هذه الإنحرافات.

ثالثاً: طرد كل من يفسد شباب الكويت ويثير الفتنة بين أهلها.

رابعاً: إنكار هذه المنكرات العظيمة ذات العاقبة الوخيمة . خامساً: الوقوف مع والاة أمورنا واتباع سياستهم بعدم التدخل في شؤون الآخرين . ملاحظة: في المقال السابق كتبت نصيحة للأخ طارق العيسى ونشرتها لتعم بها الفائدة لغيره حذرته فيها من اصحاب المناهج المنحرفة دعاة الفتن والقلاقل والمحن، فثارت ثائرة بعض الناس فتذكرت قول القائل ( كاد المريب أن يقول خذوني ) ولقد أرسل لي أحد الأخوة بعض التعليقات على مقالي الأخير فرددت برسالة مختصرة قلت فيها:

أخي الكريم حفظك الله تعالى السلام عليك ورحمة الله وبركاته سبق أن ذكرت لك ولغيرك أن الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وطلابه خاصة (فلان) وطبقته هم على منهج الإخوان المسلمين كما قال ذلك من قبلي الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى

ولا يخفى عليك يا أخي الكريم اليوم منطقتنا تنقسم إلى قسمين رئيسيين :

القسم الأول: السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

والقسم الثاني: ايران وتركيا وقطر .

ومن مصلحة الكويت إذا لزم الأمر وفرض علينا أن نكون مع القسم الأول بإعتبارات كثيرة دينية ودنيوية .

نعم لو كانت الكويت بجمعياتها ودعاتها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى مثل سلطنة عمان لقلت لك سنبقى محايدين ولا يضرنا الخلاف القائم بين المعسكرين، لكن للأسف بعض الكويتين وبعض الوافدين لهم تدخلات معلنة في مصر وسوريا والإمارات وهم تماماً كالذين ابتليت بهم قطر.

لذلك - والله اعلم - قد يتم الأمر عاجلاً أو آجلاً أن يطلب من الكويت تحديد مصيرها مع أي الطرفين ستكون ؟ وثق تماماً أن الملفات جاهزة لكل ناشط ولكل مغرد أو جامع للتبرعات ولكل جمعية وسيتم نشرها في الوقت المناسب فلا تظن أبداً أن دعاة الشر والفتنة والجمعيات التي تدعم الإرهاب بمنأى عن المسائلة. يجب علينا أن لا نحرج ولاة أمورنا مع الدول الأخرى لا سيما بلاد التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية فموقفها معنا معلومة مشهودة مشهورة بينما عداوة إيران واطماع الإخوان لا تخفى على المبصرين ولا العميان . ومقالي الذي كتبته للأخ طارق العيسى إنما كتبته من أجل أن نستعد للمرحلة القادمة.

وأما باقي الكلام الذي أرسلته لي فأكثره كلام ساقط وشتائم وسباب واتهامات باطلة فلا يستحق شيء منها الرد .

اسأل الله تعالى أن يهدينا وإياهم إلى صراطه المستقيم ، وأن يكفينا ويكفي بلادنا وبلاد المسلمين شر إيران ومن شايعها وشر الأحزاب ومن شابهها . والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

المقالات