موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

رسالة لم يحملها البريد إلى أخي الكريم وليد بن رجب حفظه الله تعالى .. (ليس في رسالة ناصر شمس الدين ما يستحق الرد)

18 رجب 1437 |

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فأخي العزيز لقد أرسلت لي رسالة كتبها الأخ ناصر شمس الدين أحد طلاب الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق، وهو أحد الخائضين في فتنة سوريا وممن ساهم في جمع التبرعات بغير إذن رسمي لتجهيز المقاتلين، وطلبت مني الرد عليه، لكني لم أجد في رسالته ما يستحق الرد، وكل من سمع كلامي بأُذُنٍ مصغية وقلبٍ واعٍ وبصيرة حاضرة يجد أنني لم أقل بإلزام أحد بقول عالم بعينه، بل ولم أتطرق لهذا البحث لا من قريب ولا بعيد!!

فإنني ولله الحمد أعلم أنه لا يجوز إلزام الناس برأي أحد كائنا من كان وأن الحجة إنما تكون في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه، وهذا معلوم ومقرر يعرفه صغار طلبة العلم، لكن الأخ ناصر عفا الله عنه حاول محاولة يائسة إظهاري بمظهر الجاهل المتعصب لآراء الرجال والداعي إلى التقليد، وصب عليّ ألفاظ التحقر والازدراء صباً، وهذا مسلك ليس بجيد، ولا أريد مجاراته فيه مهما حاول وكرر في محاولاته، وإنما يسلك هذا المسلك من لا حجة له، فمن أراد الوصول إلى الحق فليجادل بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.

لقد كان كلامي عن إحدى تناقضات الدكتور عجيل النشمي - وهي كثيرة- الذي يحرم الإضرابات في الكويت لما فيها من إضرار ومفاسد، ويجيز المظاهرات والانقلابات في مصر بل ويدعو إليها ويباركها، بل دعا إلى قطع رأس الفريق عبدالفتاح السيسي، وما أجازه ودعا إليه فيه من الفساد والمفاسد والفتن ما هو أشد بأضعاف مضاعفة من الإضرابات.

فالأخ ناصر شمس الدين لم يتطرق لهذا الإشكال ولا أتى بجواب على هذا التناقض لا من قريب ولا من بعيد، بل أعرض عنه كأنه لا يعلم.

كما لا أستبعد أنه كتب مقاله ليصرفني ويصرف القراء والمستمعين عما تطرقت له في الآونة الأخيرة، من كون شيخه عبدالرحمن عبدالخالق لا يتكلم عن أصل من أصول أهل السنة، ولا يقرره ولا يدعو إليه وهو السمع والطاعة لولاة الأمر كما قال شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب في الأصول الستة: الأصل الثالث (السمع والطاعة لولاة الأمور).

فقد مكث الشيخ عبدالخالق في دعوته في الكويت نحو خمسين سنة، ما عَلّمَ شباب الكويت بأن أمير الكويت حاكم شرعي له السمع والطاعة بالمعروف، بل على العكس من ذلك، علمهم التحزب فلقد كان ومازال يقرر مشروعية الإمارة الحزبية، ولم يُسمعْ له حسب علمي أنه تراجع عن ذلك، فعنده لا بأس أن يكون لكل حزب أمير يبايع بيعة "سرية" على السمع والطاعة، ولو بلغوا في بلد واحد صغير مثل الكويت عشرين أو ثلاثين أميراً.

كما حاول الأخ ناصر هداه الله أن يستر فعلته التي تصدى لها هو ومن معه من طلاب الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من جمع التبرعات بغير إذن ولي الأمر لا لبناء مسجد أو إطعام مسكين أو كسوة لأرملة، وأيتامها، وإنما للقتال بالسلاح في سوريا مع جهات مجهولة أو مشكوك فيها، فدعوا صراحة وعلانية إلى تجهيز اثني عشر ألف غازٍ كما سموهم بزعمهم.

بل قرينه - وهو من طلاب الشيخ عبدالخالق أيضاً - طلب من أتباعه أن يجهزوا له من سوريا عشرة رجال ليقطع رؤسهم !!! فلما وقعت الكارثة في سوريا وعمت الفتنة في كل مكان منها انصرفوا كأنهم لا يعلمون.

فحسبنا الله ونعم الوكيل

أخي وليد بن رجب حفظك الله تعالى تقبل سلامي واحترامي وتقديري، واعذرني على هذه الرسالة المختصرة لكن لعل الصورة وضحت لك بإذن الله.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

المقالات