موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

حتى لا تتكرر أخطاء الجهاد

28 ربيع الأول 1432 |

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فلا يخفى على أحد ما يتعرض له اليوم الشعب السوري من قِبَل النظام البعثي العلوي من قتل وإبادة وانتهاك لكل كرامة، أسأل الله تعالى أن يلطف بعباده المستضعفين ويجعل كيد أعدائه في نحورهم، وعادة في مثل هذه الظروف تخرج صيحات ونداءات للجهاد في سبيل الله تعالى نصرة للمسلمين ودفاعاً عن دمائهم وأعراضهم ودفعاً للمعتدين الظالمين.

ولا شك أن عاطفة المسلمين نحو إخوانهم شديدة، وهم يُحمدون على ذلك لأنهم يقومون بواجب شرعي قبل أن يكون إنسانياً، ولكن حتى لا تتكرر الأخطاء وتعظم المصائب وحتى لا يزيد بلاء المسلمين بلاء أحببت أن أنبه على مسائل مهمة يجب أولاً مراعاتها في مسائل الجهاد وهي كالآتي:

  • أولا:ً أن يكون الجهاد لوجه الله تعالى بحيث يقاتل المسلم لتكون كلمة الله هي العليا فهذا الجهاد الذي دعا إليه الله ورسوله، أي أن يكون في سبيل الله والأدلة في ذلك كثيرة منها على سبيل الذكرى قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)﴾ [التوبة]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)﴾ [الصف] وقال تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [الحج: 40- 41].

    والآيات كثيرة ومعلومة، ومن السنة ما رواه أبو موسى رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله» [صحيح البخاري- كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين - حديث:‏7042].

    وعلى هذا فالواجب على المسلمين أن يكون جهادهم حتى تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله لا أن يكون جهادهم من أجل الديمقراطية ولا الحرية ولا غيرهما، قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)﴾ [البقرة]، وقال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)﴾ [الأنفال]، ومعنى يكون الدين لله أي حتى يمكن شرع الله تعالى وتحكم الشريعة بدلا من الأنظمة الكافرة والغربية والوضعية.

    وعلى المسلم ألا يغتر بما يقرره أهل الباطل بما يخالف الكتاب والسنة من ذلك ما قرره الدكتور يوسف القرضاوي مراراً بقوله:

    ”هكذا الإسلام يريد أن يعلمنا أن نتحرر وأن نقود أمتنا إلى الحرية الحقيقية، أنا كثيراً ما قلت في برامجي من سنوات، من سنوات عديدة قلت أنا أفضِّل وأؤثر تحقيق الحرية على مجرد تطبيق الشريعة، لأنني أرى هذه الحرية شرطاً لتحقيق الشريعة“

    قال تعالى: ﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)﴾ [الكهف].

    إن شريعة الله تعالى كاملة لأنها من الله تعالى فهي مشتملة على كل خير ناهية عن كل شر، فإن كان ثمَّة شيء مهم وضروري يحتاج إليه العباد فلن تخلو منه الشريعة أبداً، فالواجب أن نطالب بتطبيق الشريعة أما إذا كانت الحرية المنشودة أمراً خارجاً عن الشريعة فنحن لا نحتاج إليه قطعاً.

  • ثانياً: الجهاد المشروع لا بد له من إذن ولي الأمر فهو الذي ينظم الجهاد و يعد له عدته و المجاهدون يقاتلون من ورائه فالأمر ليس فوضى بحيث ينطلق إلى الجهاد أفراد و عصابات من هنا و هناك و قد سئل شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال التالي:

    ما حكم القول بجواز الجهاد مع عدم وجود الإمام أو تخاذله أو تكاسله؟

    فأجاب رحمه الله:

    ”هذا غير صحيح، الجهاد ماضٍ في هذه الأمة إلى يوم القيامة، ولكن الجهاد يجب أن يكون مدبراً من قبل ولي الأمر، لأنه إذا كان غير مدبر من قبل ولي الأمر صارت فيه فوضى و صار كل طائفة تفتخر على الأخرى بأنها هي التي فعلت كذا و فعلت كذا، و بالتالي ربما لا تحمد العاقبة، كما جرى في أفغانستان مثلا، فإن الناس بلا شك ساعدوا الأفغانيين مساعدة عظيمة بالغة وكانت النتيجة ما تسمعون الآن“ انتهى [لقاء الباب المفتوح رقم 150].

    وسئل سماحة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان آل فوزان حفظه الله تعالى السؤال التالي: كيف تكون نصرة إخواننا المحاصرين في بعض البلاد وهل يجوز لنا الذهاب هناك من غير إذن ولي الأمر؟

    فأجاب حفظه الله تعالى:

    ”نصرتهم بما تستطيعون من الدعاء ومن التوجيه والنصيحة وأما الذهاب فهذا لا بد له من إذن الإمام فأنتم محكومون تحت سلطة، فإذا الإمام جهز جيشاً لنصرتهم فانضموا إليهم، أما أن تذهبوا من دون إذن الإمام فهذا لا يجوز. الجهاد لا يجوز إلا بإذن الإمام. بنو إسرائيل ماذا قالوا لنبيهم، قالوا ﴿ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ الآية، لا بد من قيادة ولا بد من سلطان فلا يجوز الفوضى في مثل هذه الأمور، وأنتم تعلمون ما حصل في الماضي من الخلل من الذين ذهبوا إلى الجهاد والله أعلم بالنيات ذهبوا للجهاد وحصل ما حصل من التغير في أفكارهم وما رجعوا به من أفكار وما حصل من الشرور والعواقب السيئة كله نتيجة لعدم قبول النصيحة من العلماء وعدم إذن الإمام لهم فحصل ما حصل“ انتهى من كلام مسجل.

    أقول: وكلام الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى مطابق لكلام شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى لما سئل عن ذهاب بعض الشباب إلى بعض البلاد التي فيها اضطهاد للمسلمين، فقال:

    ”يا إخواننا الجهاد يحتاج:

    • أولا: إلى راية من خليفة أو إمام وهذا مفقود في الواقع.

    • ثانياً: الجهاد يحتاج إلى أن يذهب الإنسان ليجاهد يكون فيه نفع و غنائم، ومعلوم أن في الوقت الحاضر لا يحصل فيه ذلك، طائرات تأتي من فوق، والذين تحتها كلهم تحت قوة الطائرات، لا يوجد غُنم، كان في الأول الحرب برية الناس يحاربون بالسيف والرمح ويحصل فائدة و غُنم.

    • ثالثاً: أنه يشترك في هذه الحروب أناس جاءوا لينفسوا عن أنفسهم لأنهم في بلادهم مكبوتين، فيأتون لينفسوا عن أنفسهم ثم يبثون السموم في الآخرين، ويكرهون ولاتهم لهم، فيرجع هؤلاء إلى بلادهم وهم قد مقتوا البلاد رعيتها و رعاتها، ويحصل بذلك مفاسد كثيرة، والأمثلة لا أحب أن أذكرها، لكن تأملوا في عدة بلاد. ثم إذا استتب الأمن في البلاد ونجت من الغزو، وأراد أحد الدعاة أن يدعو على حسب منهجه وطريقته، هناك مشيخة في البلاد معروفة معتمدة عندهم، أي إنسان يدعو على خلاف ما هم عليه يمنعونه، بمعنى أن الدعوة الصحيحة لا تقوم هناك، وهذه مشكلة، لكن موقفنا مع إخواننا هؤلاء نسأل الله لهم النصر والتأييد، وهذا الذي نقدر عليه، وكذلك إذا أمكن أن نبذل بالمال فلنجاهد بالمال.

    السائل: قد سبق لك أن أفتيت بالجواز أو بالذهاب إلى بعض تلك الأماكن؟

    الجواب: لكن الأمور تتغير باختلاف النتائج، فأول ما ظهرت الحرب في أفغانستان كنا نؤيد هذا، ونقول: اذهبوا، لكن النتائج صارت عكس ما نريد، الراجعون من هناك معروف حالهم إلا من سلمه الله عز وجل، والباقون هناك لا يخفاكم الآن الحروب الطاحنة فيما بينهم يتقاتلون.

    السائل: بلغنا أن لكم فتوى متداولة بين المجاهدين في كشمير أنكم تنصحون بالجهاد في كشمير وأنها راية صحيحة؟

    الجواب: ليس بصحيح.“ [لقاء الباب المفتوح رقم 207].

    وسئل رحمه الله تعالى ما حكم الجهاد في زمننا هذا هل هو فرض كفاية أم فرض عين؟ وإذا كان فرض كفاية متى يكون فرض عين على هذه الأمة؟

    الجواب:

    ”أولاً يجب عليك أن تعلم أن الجهاد لا يكون فرض عين على جميع المسلمين، هذا شيء مستحيل، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ) [التوبة:122]، و بين سبحانه و تعالى الحكمة فقال: (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) [التوبة:122]، أي: القاعدون، لأنهم لو انصرفت الأمة كلها للجهاد تعطلت بقية الشرائع والشعائر. لكن يكون فرض عين في مواضع:

    • الموضع الأول: إذا حضر الإنسان صف القتال فإنه يجب عليه أن يُكَمِّل، قال الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الأنفال:15-16].

    • الموضع الثاني: إذا حصر العدو بلده، فهنا يجب عليه أن يقاتل دفاعاً عن نفسه و عن بلده الإسلامي.

    • الموضع الثالث: إذا استنفره الإمامُ ، إذاً لابد من إمام يقود الجيش الإسلامي، إذا استنفره الإمام يجب أن يخرج، فمثلاً يقول لأهل البلد: اخرجوا للجهاد .. يجب أن يخرجوا؛ لأن معصية ولاة الأمور محرمة، ولما وجه الخطاب لهؤلاء وجب عليهم أن يقوموا بذلك.

    • الموضع الرابع: إذا احتيج إليه بأن يكون هذا الرجل يعلم من استعمال هذا النوع من السلاح وغيره لا يعلمه، فهنا يتعين عليه أن يباشر.

    في غير هذه المواضع الأربعة لا يكون الجهاد فرض عين، ثم الجهاد - يا إخواني - لابد من راية إمام، لأنه سيصبح عصابات، لابد من إمام يقود الأمة الإسلامية، و لذلك تجد الذين قاموا بالجهاد من غير راية إمام لا يستقيم لهم حال، بل ربما يبادون عن آخرهم وإذا قدر لهم انتصار صار النزاع بينهم. فعلى كل حال نسأل الله أن يعيننا على جهاد أنفسنا، نحن الآن بحاجة إلى جهاد النفس، القلوب مريضة والجوارح مقصرة والقلوب متنافرة، هذا يحتاج إلى جهاد قبل كل شيء.“ [لقاء الباب المفتوح رقم 212].

  • ثالثاً: لا بد في الجهاد من القدرة، فالجهاد كغيره من الأحكام الشرعية لم يكلف الله به إلا على قدر الاستطاعة لقوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، فإن لم تتوفر لنا القدرة على الجهاد فلا يجب علينا أن نجاهد بل ولا يجوز أن نعرض أنفسنا والمسلمين للإبادة من قبل العدو، وهذا وللأسف ما لا يلتفت إليه كثير من الناس من دعاة الجهاد على الرغم من وضوح أدلة هذا الشرط وكثرة كلام أهل العلم فيه والتنبيه عليه، والله المستعان.

    وتعظم البلية إذا كان المقصود من الجهاد نيل الحكم والسيطرة على تبرعات المسلمين ولو على حساب إبادة عشرات الآلاف من الأبرياء.

  • رابعاً: يشترط أيضاً إذن الوالدين لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد، فقال: «أحي والداك؟»، قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد» [صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الجهاد بإذن الأبوين - حديث:‏2863‏]، وفي رواية لمسلم «جئت تبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ففيهما فجاهد». وإذن الوالدين شرط ما لم يداهم العدو بلدك وشرع في قتلك وقتل أهلك وكلامنا عن حكم الذهاب والسفر للجهاد لا عن مسألة الدفاع عن النفس، فتنبه للفرق بين الأمرين.

تنبيهات مهمة:

  • الأول: ذهاب بعض الشباب إلى سورية أو غيرها قد يعرقل الجهاد وقد يكلفهم مؤنة استقبالهم وأكلهم وتسليحهم فيكونون عالة عليهم، لا سيما إذا كان في تلك البلاد من الرجال ما يكفي في جهاد عدوهم، وكثير من الأحيان في البلاد التي تعاني طغيان العدو لا يطلبون أن نرسل الشباب إليهم.

    قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لما سئل عن الجهاد في الشيشان كلاماً نفيساً خلاصته

    ”بالنسبة للشيشان هل طلبوا منا أن نأتي إليهم؟ لأننا يا إخواني إذا لم يطلبوا منا هذا صار الناس عبئاً عليهم لأن كل واحد يحتاج إلى نفقة ويحتاج إلى سلاح ويحتاج إلى مكان فنكون عبئاً عليهم“ انتهى من اللقاء المفتوح رقم (219).

  • الثاني: في كثير من الأحيان المجاهدون أو المقاتلون يحتاجون إلى مال وسلاح أكثر من حاجتهم إلى الرجال.

  • الثالث: لا يجوز الاستهانة بالدعاء بل الدعاء من أعظم أسباب النصر لأن النصر من الله تعالى كما قال جل وعلا: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)﴾ [آل عمران].

  • الرابع: الجهاد وسيلة و ليس غاية لذا يخطئ كثير من الناس فيظنون بأن الموت في الجهاد مطلب شرعي فتجده يحرص على أن يموت وليس الأمر كذلك، لذا أمر الله تعالى المجاهدين بإعداد العُدَّة والاحتراف بالقتال وإعداد الخطة.

  • الخامس: ليس من الجهاد أن تذهب إلى قوم تحت القصف لتقصف معهم، إذ المراد إطفاء الحريق لا أن تحترق مع من في الحريق.

  • السادس: ألا يذهب للجهاد إلا الذي يحسن الجهاد ويجيد القتال بالسلاح الحديث وأن يكون لائقاً صحياً وبدنياً حتى يكون لوجوده معنى في ساحة الجهاد.

  • السابع، إن كثيراً من الأزمات إنما يتم حلها عن طريق المساعي السياسية.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين وأن ينصر الإسلام والمسلمين ويرفع البلاء عنهم وأن يرد كيد المعتدين وأن يجعل تدبيرهم تدميراً عليهم. والحمد لله أولا وآخرا وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقالات