موقع الشيخ
حفظه الله
سالم بن سعد الطويل

يقول إنه عالم و مفكر (١)

14 جمادى الأولى 1432 |

الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان الا على الظالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد:

فلقد اخبرني احد الاخوة عن مقابلة اجرتها احدى الصحف مع احد كتاب «تويتر» والذي لقب نفسه في ملفه الخاص في التوتير بـ «عالم و مفكر» الى اخر ذلك اللقب الطويل الذي يكرره لنفسه ظنا منه انه يكسب به ثقة الناس!! وفي الحقيقة هذا الكاتب لا يتوقف بين الحين والآخر عن طرح بعض المواضيع الشاذة!! والله اعلم هل لرغبته بالرد عليه؟ او لان منجهه الشذوذ؟ على كل حال لا اريد أن اذكر اسمه حتي لايفرح بذلك لكن سأرد على بعض افكاره نصرة للحق ونصيحة للخلق.

فأقول وبالله استعين وعليه اتوكل واليه انيب:

هذا الكاتب دائما يحاول أن يخرج على الناس بمذهب بين السنة والشيعة فلا هو سني ولا هو شيعي وان كان يدعي لنفسه بانه سني غير انه للشيعة اقرب!! واستمع لقوله في المقابلة الاخيرة في احدى الصحف قال:

«انا ارى الشيعة وعلماءهم والليبراليين وحتى النصارى اخواني في الوطنية والشيعة اخواني في الدين شئت ام ابيت، فمن اجل مصلحتي ومصلحة ابنائي وبلدي علي ان احب اخي الشيعي والسني والليبرالي والمسيحي والشيوعي وان ادرب نفسي على حبهم وقبولهم جميعاً» انتهى كلامه.

لا اله الا الله اهذا كلام يقوله «عالم»؟ اين انت من عقيدة الولاء والبراء؟ اين انت من قوله الله تعالى: { هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) } [آل عمران]، ألم تقرأ قول الله تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) } [المجادلة]. أليس لك في ابراهيم عليه السلام وقومه اسوة حسنة؟!! اقرأ قوله تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } [الممتحنة 4].

فتأمل يا من زعمت نفسك «عالما» «اسوة حسنة» «قالوا لقومهم» اي ابناء وطنهم { وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا } [الممتحنة 4] وانت تقول: «علي ان احب اخي الشيعي والسني والليبرالي والمسيحي والشيوعي وان ادرب نفسي على حبهم» والله انت ضايع ولست عالماً.

«الحب في الله والبغض في الله»

هذا الكاتب الذي يصف نفسه بأنه «عالم و مفكر» نسي أو تناسى و جهل أو تجاهل عقيدة الكتاب والسنة ونصوص الشرع الدالة على أن الحب يكون في الله والبغض يكون في الله وان هذا هو أوثق عرى الإيمان. وأريد من كل منصف يقارن بين كلامه وبين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله)، رواه الطبراني وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة «1728». وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، وذكر منها صلى الله عليه وسلم: (أن يحب المرء لا يحبه إلا لله) رواه البخاري 16 و مسلم 43. وقال عليه الصلاة والسلام: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر صلى الله عليه وسلم: (رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) رواه البخاري 660 و مسلم 1030.

اقول اخي القارئ قارن بين كلامه و كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «الحب في الله» ويقول: «تحابا في الله» وهذا يقول «اخواني في الوطنية» الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحبه إلا لله» وهذا يقول: «من أجل مصلحتي ومصلحة أبنائي وبلدي عليَّ أن أحب الشيعي والسني والليبرالي والمسيحي والشيوعي وان أدرب نفسي على حبهم». الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (البغض في الله) وهذا يحب حتى الشيوعي.

«المتعالم يعتز بما لا يعتز به العلماء»

هذا الكاتب المعني بالرد لما وجه له السؤال الاول و من غير مناسبة قال:

«بداية اعتز بأربعة صفات أولها أنني إنسان وثانيها انني مسلم وثالثها انني سني ورابعها انني كويتي» انتهى كلامه بحروفه.

أخي القارئ انظر الى هذا الكلام العجيب الغريب فالكاتب يعتز بأنه انسان وهذا الوصف يشترك فيه كل البشر من بني آدم حتى المجوسي والبوذي والهندوسي، إلا إذا كان قصده انه إنسان وليس (بـ….) ولا جماد، ثانيها انه مسلم وهذا حق لا ريب فيه يحق للمسلم أن يعتز بإسلامه. ثالثهما أنه سني وهذا والله ما نتمناه له وللجميع، فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لشيء يفرحنا ويسعدنا غير أن الكاتب وللاسف الشديد بعيد جداً عن عقيدة ومنهج أهل السنة وهذا باعترافه فهو اشعري صوفي، يميل جداً إلى مذهب آخر ويدافع عن اهله دفاعاً كبيراً والغريب جداً أن مقابلته الأخيرة وقفت عليها في منتدى «القطيف» بل و دافع جدا عن مسألة الطواف بالقبور و يعظم «ابن عربي» وما ادراك ما «ابن عربي».

واخيرا يقول في مقابلته «الشيعة اخواني في الدين شئت أم ابيت» وعنوان مقابلته كان بلفظ «شئنا أم أبينا يجب ان نحب الشيعة كلانا تجمعنا كلمة التوحيد والاسلام»!!

واما قوله: ورابعها انني كويتي فهذا غريب جدا فو الله الذي لا اله الا هو ما سمعت في حياتي قط طالب علم فضلا عن «عالم» يقول اعتز انني سعودي أو مصري أو شامي أو عراقي أو غير ذلك لكن هذا الكاتب يصف نفسه بأنه «عالم» ويقول يعتز بأنه «كويتي» اسألك بالله اخي القارئ الكريم هذا كلام «علماء»؟

ادعاء تخصصه في علم الحديث!!

ادعى هذا الكاتب (…..) انه متخصص في علم الحديث وذلك بقوله

«وكوني متخصصا اعرف ان كثيرا من رواة الاحاديث الـ 6 منهم السني والشيعي والخارجي والقدري وعلى الرغم من ذلك لم نجد غضاضة في مذهبنا ان نأخذ في الحديث الشريف نقلا عن اناس يخالفوننا في الاعتقاد المذهبي وليس الكلي» انتهى كلامه.

اولا هذا الكاتب ليس متخصصا في الحديث ومعرفة رواته، فهو خريج جامعة الكويت كلية التجارة والعلوم السياسية وبقدرة قادر حصل على الماجستير في الدعوة والاحتساب ثم الدكتوراه في الفقه المقارن والخلاصة هو غير متخصص في علم الرجال رواة الحديث حتى يدعي بأن كثيرا من رواة الكتب الستة وهي صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن النسائي وسنن ابي داود وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه بأن منهم الشيعي والخارجي والقدري.

اخي القارئ الكريم في المقال القادم ان شاء الله تعالى سأناقش هذه المسألة وغيرها للتحذير من الكاتب المتعالم. والحمد لله اولا و آخرا و ظاهرا و باطنا و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله وصحبه اجمعين.

المقالات